تهدي الشاعرة المصرية آلاء حسانين، ديوانها
الأول "يخرج مرتجفاً من أعماقه"، الصادر أخيراً عن "منشورات
المتوسط" إلى طبيبها النفسي (الذي كان بلا فائدة معظم الوقت)، والذي يحضر
كذلك بشخصه في قصائد الديوان. وإذا اعتبرنا هذا مفتاحاً يصلح لقراءة الديوان،
فإننا يمكن أن نكتشف مع وصولنا إلى الصفحة الأخيرة منه أن الكتابة ـ باعتبارها
فعلاً خارقاً ومُنقذاًـ هي الطبيب النفسي الحقيقي الذي ساعد الذات الشاعرة على مصارعة
ومحاورة وتجاوز الموت وهواجس الانتحار.
الموت مفتاح آخر، وربما لهذا تأتي العلاقة معه
في الديوان مركبة ومعقدة، فعلى رغم التجارب المبكرة معه في حياة الشاعرة، خاصة مع فقدان
أحد أصدقائها، وهي التجربة الفارقة التي يبدو أنها غيرت نظرتها للحياة وكل ما
حولها، إلا أن تناولها له في الديوان يتجاوز فكرة العداء التقليدي المتوقع، إلى
استعارة التراث المصري القديم في العلاقة مع الموت من "متون الأهرام"
و"الخروج إلى النهار"، إلى العدودات الاحتفالية بالموت في الجنازات، حيث
يبدو الموت بعداً آخر نصله ونكتشفه وقد نصادقه بالغناء والكتابة.
ويمكن أن نعتبر هذا سبباً لاتسام قصائد الديوان بالغنائية الجارحة، ولا أقصد هنا
الغنائية المتأثرة بالإرث الأرسطي، أو السنتمنتالية الزاعقة، لكنها الغنائية التي
تجعل القصيدة أشبه بعدودة قديمة في رثاء الحياة وما فيها، وبوابة لفهم أسئلتها
الإنسانية الكبيرة، وبمبضع يفتح جراحها فتنطلق قصائدها مثل فراشات تدور حول النار
وهي تعرف ما حدث من قبل وما سيحدث من بعد.
يرتبط
بهذا "أيمن ساعي" أحد أكثر الشخصيات وروداً في الديوان، والذي
يحضر في الإهداء الثاني مع آخرين، بالإضافة إلى ثلاث قصائد، تتحول فيهم الشاعرة من
مجرد "الرثاء" كغرض شعري تقليدي، إلى مساءلة الموت وتحليله، واعتباره
مجرد رحلة سنعود منها يوماً، أو الدخول مع الفقيد في محاورة طويلة، حتى لو كانت من
طرف واحد، وكأنها بذلك ستنجح في استدعائه، وإقناعه بالعودة:
"يوماً
ما
حين تضجر من موتك
وتقرر أن تعود،
حين تفتقد قصائدك،
حربك الشرسة،
ببنادقها وخنادقها
بألغامها، التي
كانت لا تنفجر
إلا في قلبك.."
الموت عند آلاء،
يأتي كما وصفه الشاعر اليوناني يانيس ريتسوس: "الموت جمعٌ، وليس طرحاً. فلا شيء
يضيع"، فأيمن ساعي باقٍ مع الذات الشاعرة كأنه لم يرحل، تتذكره في في الطرقات
بينما تسير مع أصدقائها، وفي مراثيها المتعددة له، وحتى في ذلك يبقى ـ الموت ـ رغم
وحشيته ـ مرآة أخرى للعالم، أو حائطاً شفافاً بين عالمين، ليس لأحدهما أفضلية على الآخر،
بل تتفتح معه أبواب كثيرة، بل وربما تتحقق أمانٍ لم تستطع تحقيقها لنفسها في حياتها:
"عندما أموت
أريد أن أصير قارباً
وأبحر في الزرقة..."
وتجربة "الفقد" كما يقدمها الديوان
شديدة الألم والقسوة، رغم أن الذات الشاعرة تحاول أن تتعايش معها، بعد مرور فترة
طويلة على الرحيل كما نرى في "عامان تقريباً يكفيان للحداد على شخص ما"،
لكنها لا تنجح في ذلك ألبتة:
"لم تعد الحياة تملك ما تعطيه أكثر
وقد أخذ الموتى
كل شيء قبل رحيلهم
وفي بلدة كهذه
لا يجد الناس شيئاً
يتحدثون عنه
والعودة بعد الموت
لم تعد أمراً مهماً.."
تفقد آلاء هنا الأمل، وتعتبره
"تفاهة"، لكنها لا تفتأ تواصل حزنها، وتذكّر الراحلين، والخوف على من
يحيطون بها من أن يصيبهم الأذى، مثلما فعلت في قصيدتها البديعة "حلقٌ مكتظٌ
برثاء طويل"، بل ومحاولة بث الصبر في قلوب من حولها، كما تفعل مع حبيبة
الصديق الراحل:
"ثم نسير
ونحن نربت بأكفنا الباردة
على قلوب بعضنا
ثم نعاود النفخ
فيها من جديد
ونحن نقول بشيء
من المواساة
لحبيبته ريتا
التي لا تقول شيئاً
غير الصمت
وتهز رأسها بشكل
حزين بعد كلامنا
الذي تعرفه مسبقاً.."
هنا تفتح آلاء جرحها إلى نهايته في مواجهة
المرآة، فكلامها ليس موجهاً للحبيبة، بقدر ما هو موجه لذاتها، هذه المواساة التي
تعرف حروفها مسبقاً لكنها تقولها في كل قصيدة رثاء تكتبها كي تعالج نفسها، وهكذا
تتنقل الشاعرة ما بين الأمل واليأس والرجاء والخيبة، حتى تصل إلى إدراك حقيقتها
الخاصة، بعدم جدوى الحياة، وتساويها مع الموت:
"لم يحب أحد
الحديث عن الرفاق الطيبين
وغالباً فضلنا
لو أنكرنا وجودهم
لم يعد الموت بطولة
ولا الحياة أيضاً
وامتلكنا أقداراً
متساوية من اليأس والحزن والضجر"
هنا تتحول الذات الشاعرة إلى متفرجة على
العالم، فتبدو القصائد كأنها نزف، وتأتي الكتابة على حد السكين، وتظهر ثاني شخصيات
الديوان أهمية "ريتا غراهام"، لتقودها من محاورة الموت إلى انتظار نهاية
العالم بعد أن "قالا
كل ما يجب أن يقال سابقاً، أو لم يقولا شيئاً، لأنهما يعرفان مسبقاً، كل ما يريد الآخر
أن يقوله"، وهو الوصف الذي يتقاطع مع ما كَتبته مسبقاً عن
"التربيت" بالحديث مع ريتا، ورغم اختلاف الحالتين إلا أنها تدرك فيهما
تساوي الصمت والكلام، كما نرى في "شخصان يدليان أقدامهما على حافة العالم"، وهي واحدة من أجمل قصائد
الديوان:
"ها نحن أخيراً
نجلس على حافة العالم، مشبكي الأيدي
بسعادة طفل وطفلة
قبلا بعضهما
للمرة الأولى
ونحن نقول في سرنا
هكذا إذن تكون
النهايات
ها هي النهاية
أخيراً"
تستقبل الذات الشاعرة النهاية بسعادة وثقة من
جرب كل شيء، من ذاق الموت والحياة، من خبِر
كل شيء فوصل إلى مبتغاه مطمئناً.
لكن لا يمكن تجاوز ما مضى، من حديث عن
"الموت" و"انتظار النهاية"، دون الحديث عن "الحرب"
التي تلقي بظلالها على الديوان، ليس فقط كونها سبب رحيل "أيمن ساعي"،
لكن لأنها أحد الهواجس الرئيسية لدى الشاعرة، التي ترى حروباً تدور حولها دون سبب،
وترى نفسها وأصدقاءها في قلبها ضحايا لها دون مبرر "نحن الذين لطالما عشنا
دائما، كأكياس الرمل بين فصيلين متحاربين"، ثم تكشف مأساوية الأمر كله بقولها:
"وحين كان يفض الرصاص قلوبنا
لم يكن أي من الفصيلين
يبكي علينا"
والألم هنا ـ وفي الديوان عامة ـ ليس
بالضرورة ألمها هي، بل ألم الآخر، فها هي ترثي ذاتها، وكل أصدقائها مبكراً، لأنها
تعرف أن هذه الحرب ـ غير المفهومة وغير المبررة ـ لن تبقي على أحد ليدبج قصائد
الرثاء:
"ها نحن الذين بكينا من أجلنا طويلا
لأنه ويا للأسف
ما من أحد خلفته
هذه الحرب
ليبكي علينا"
والقصيدة عند آلاء ـ رغم أجواء الموت ـ
متمردة فتذكرنا بآرتور رامبو، وثائرة فتذكرنا بلوركا، متشردة تزحف في الشوارع
فتذكرنا بالماغوط. لا أقول إنها تشبههم، لكنها تأخذ منهم جنونهم وعصيانهم ورفضهم
وتمردهم، وهذا التمرد ليس مرتبطاً فقط برفض سياسي، بل برفض الواقع ذاته، واقعها،
أحزانها، أتراحها، موت الأصدقاء، المجتمع المُكبِّل:
"خذ معولاً
واضرب عميقاً في
قلبي
اقطع جذر هذا الحزن
خذ معولاً أكبر
واضرب جذر رب البيت
شرد هذه العصافير
الحزينة
دع هذه الأغصان
تتهاوى.."
فالذات شاعرة هنا ترى الحزن جاثماً حتى على
العصافير التي ترمز للحرية والبهجة، لكنها لا تستسلم له، بل تضحي بكل شيء من أجل
الانعتاق، والخروج من هذه البوتقة المغلقة، من أجل تجربة جديدة، تجرب فيها كل ما
نتحاشاه، من دفن الأم والحياة
دون أب في الصورة، وموت أمام المداخل أو في المداخن، وبرد الأصابع والعيش بهويات مسروقة
وتبديد الحياة في الحانات ومحطات المترو، فكل هذه اللاحياة قد تغدو حياة مناسبة، إذا غادرت حياتها المزيفة التي
تعيشها
"دعني أغادر
هذا الزيف
دعني أتشرد.."
والتشرد هنا ثورة، ورفض للواقع، وللإنسانية
المنهارة ذاتها، لذا هي تحرض عليها طول الوقت:
"انقذوا العالم
وفكروا كيف تخيطون
ثقب الأوزون
انجبوا أبناء
وراقبوهم كيف يكبرون
ثم ابكوا لأجلهم
حين يتخرجون
أو يموتون صغارا
في حوادث السير".
ولذا فهي أيضاً تحلم بموت أسطوري، ليس على
طريقة الثائر لوركا فتنطفئ كنجمة في منتصف عمرها أوتختفي جثتها كصافرة، لكن على
طريقتها الخاصة كما يليق بمتشرد:
"سأموت أمام
الجميع
عارية ووحيدة،
جافة كغصن
أو ملقاة على شاطئ
كسمكة صغيرة
سأموت أمام الجميع
ولن يلقي علي أحد حبة رمل واحدة
سيجف جسدي
وينكمش أمام الجميع
وأبداً أبداً
لن يهبط أحد على
وجهي ويغمض عيني"
والموت بهذه الطريقة الأسطورية ثورة في حد
ذاتها، كأن التشرد والتمرد وجهان لعملة واحدة، فمفارقة الواقع والإتيان بفعل غير
متوقع ـ في كليهما ـ هو ما تسعى إليه، كما تقول في قصيدتها "أيتها الثورة":
"سأصير شبحاً، أو طائراً
سأصير أي شيء"
والثورة أيضاً هي مساءلة كل المسلمات:
الطمأنينة التي غادرت، القصص التي صدقتها صغيرة، ثم اكتشفت عندما كبرت كذبها، انعدام
الأمان والصراع المذهبي والطائفي، حيث الله الذي كان يتسلل إلى صندوق ألعابها
لييرتبه، يقف في مكان آخر:
"كان الله
يقف في ساحة
يحمل سيفاً
وينفذ أحكام القصاص
على بعد شارعين
من المنزل
عندما كبرنا قليلا
لم يكن أحدنا يجرؤ
على أن يفكر بالله
دون أن يتحسس رقبته"
ديوان آلاء مشحون بالقلق الوجودي، ربما بسبب
تجارب الموت والغربة والمرض وأجواء المجتمع المغلق، التي تطغي على الديوان، ومن
أجل هذا تبرز الأسئلة الوجودية حول العلاقة بالله، بل إن أحد الأقسام الستة
للديوان، تذخر بعشرات الأسئلة، وكأنها تتمثل ما ذكره رامبو في "فصل في
الجحيم": "كنت أكتب فراغات الصمت، والليالي، كنت أسجل ما لا يُسجل، كنت أثبت الدخان".
هذا ما تفعله الشاعرة في هذا القسم من مساءلة المأزق الإنساني وعبثية الحياة
والموقف الجمالي تجاه مأساوية الحياة.
ولعل هذا يحيل
إلى أحد مفاتيح الديوان المتمثلة في عنوانه ما بين "الخروج"،
و"الأعماق"، فالارتجاف المصاحب للخروج هنا، هو ارتجاف نفسي ناجم عن قلق
الاكتشاف وحيرة الوصول، كأنها تتحرر في خروجها من كل ما علق بها صغيرة من أكاذيب
ومسلّمات، قبل أن تدرك مع الوقت أن الحياة لا تعمل هكذا:
"الذي يدفع
إنساناً
لأن يصير نبياً
أو شاعرا مثلاً
أو حتى قاتلاً
مأجوراً
هو القلق
القلق من ألا يتذكره
أحد"
هنا يحضر
الشعر كعلاج نفسي، بديل للطبيب عديم النفع، يصبح هو الحبل الذي تتعلق فيه الذات
المرتجفة إلى خارج أعماقها، حتى تقف فوق أعلى تبةٍ وترى العالم كله خواء، شديد
الاتساع، لكن تستطيع قصيدة شعر أن تسعه.
ولأن الشعر هو
الطبيب البديل، تستعير آلاء في قصائدها لعبة الأقنعة والأصوات المستعارة، والذوات
المختلفة عبر الشاعر/ الرائي الذي يقدم نصاَ ذا طبيعة تخييلية ليست مرتبطة به
بالضرورة. فالذات الشاعرة في الديوان وعبر هذا التحرر الجمالي لا تعود إلى الشاعرة
في كثير من القصائد، بل بعضها مذكر يخاطب حبيبته وبعضها مؤنث لا يشبه الشاعرة، وبعضها
يتحدث بصيغة الجمع، بعضها غارق في مونولوج ذاتي وبعضها يتحدث في ديالوج مع العالم،
في بعضها نجد الأب أكثر قرباً من أي شيء، وفي بعضها يكون الآباء هم سبب التعاسة
والسأم المتزايد والصباحات الغائمة، في بعضها نحن إزاء أمهات منكسرات وفي بعضها
الآخر عكس ذلك. تتخفى الشاعرة خلف هذه الذوات المتعددة، لتفتش عن إجابات أخرى للحياة، ولتقدم شعراً خالصاً يتخلص من
اتهامه بأنه نسوي أو ذكوري، شعراً إنسانياً ينشغل ـ لا سيما في القصائد الأخيرة من
الديوان ـ بالحديث عن الإنسانية الضائعة. ولا أظن أن آلاء قصدت أن تتخلص بهذا التعدد
من إشكالية الذات الكاشفة في شعر المرأة العربية التي اعتاد البعض الحديث عنها، بقدر
ما أن الأمر مرتبط بلحظة الكتابة الملتبسة، حيث أرادت أن تفتح باب الشعر على مصراعيه،
مازجة بين الواقعين الخاص والعام، والذاتي والكوني و"الأنا" الشعرية
والكاتب الضمني.
وإذا كان الإدهاش ـ في ظني ـ هو أحد وظائف الشعر
الأساسية، فإننا نرى ذلك بجلاء في ديوان آلاء حسانين، فهي تتخلى عن الصور
التقليدية في الشعر، بل وحتى عن طرق كتابة قصيدة النثر المعتادة التي صارت أشبه
بالكلاشيهات، وتترك القصيدة تختار طريقها، ويمكن القول إن القصيدة في هذا
الديوان، تأتي كما وصفها بيلي كولينز "رحلة تخيلية إلى هدف لا أستطيع التنبؤ به،
ولكنني أعرفه فوراً عندما تجد القصيدة طريقة لإنهاء نفسها"، وهو الأمر الذي
ينطبق على الصورة الشعرية منفردة أيضاً:
يسقط الدمع من
عيني ريتا
كأنه قطعة نرد
تتدحرج
فتتهدل معاطفنا عن ظهورنا
نحن هنا أمام مشهد سيريالي، تسقط فيه الدموع،
فيحدث انعكاس ذلك في شكل البشر، وهذا البناء التراكمي للصورة الشعرية يبدو أحد
سمات قصيدة آلاء، تقول أيضاً:
"وحين كنا نحدق معاً نحو
شيء بعيد
كنت ألمح غرقي
كثيرين
يرسون على شطآن
قلبه"
تتمثل هنا الرؤية الجمالية في بناء الصورة
لدى الشاعرة، التي تعتمد على المشهدية من جهة، والإدهاش من جهة أخرى والذي يعمل
كمحرض جمالي تتضافر فيه المفردة والبنية النصية محققاً المعادلة الشعرية الخاصة
بها، فتضحي الصورة وكأنها نص شعري مستقل:
"إنني هوة سحيقة
يرمي الناس فيها
الحجارة"
في ديوان آلاء حسانين، كل ما يمكن أن تضمه
الدواوين الأولى للشعراء، من طزاجة وبكارة وروح ثورية وكشف للموهبة، إلا أنه يتميز
بأنه تخلص من جلّ ما يعيب الدواوين الأولى أيضاً، بل يمكن القول إن الشاعرة في هذا
الديوان استطاعت أن تقدم تجربة تبدو وكأنها مبنية على تجارب سابقة لها، رغم أننا بنظرة
سريعة على تاريخ كتابة الديوان كما حددته الشاعرة (بين عامي 2014 ـ 2017
)، نكتشف أن عدداً من قصائده قد كتبتها وهي في الثامنة عشرة من عمرها، وهي سن
مبكرة إذا نظرنا إلى المستوى المتميز للديوان.
استطاعت آلاء حسانين منذ ديوانها الأول أن
تجد صوتها الخاص، ولغتها المميزة، وأن تخطو خطوة واسعة في مشروعها الشعري المبشر، أن
تحفر مبكراً نبعها الشعري الذي لا يشبه أحداً، أن تصحب القارئ في رحلة شعرية خالصة
من صفحة ديوانها الأول فلا يتركه إلا مع الصفحة الأخيرة.
آلاء حسانين صوت شعري حقيقي، يستحق المراهنة
عليه، وعلينا أن نترقب دواوينها القادمة.
..................
*نشر في أخبار الأدب
..................
*نشر في أخبار الأدب